- نشر في: أكتوبر 19, 2014
- (03)No comments
لقاء أستاذ فاضل
بقلم: د. نورالدين صبحي عطاطرة- الرئيس المستشار لجامعة العين
قليل هم الأشخاص الذين يؤثرون في حياة الإنسان ويطبعون بصمة لا تنسى، فعندما ينمو الإنسان يكون أول من ينظر إليه هو والديه فهما مثله الأعلى ثم يبدأ في شق طريقه العلمي ويبحر في محيطات المعرفة، فتكون أول سفينة يبحر بها هي المدرسة.
تعتبر المدرسة البوتقة التي تصقل شخصية الإنسان وتبنيها وتكون البيئة التي تعدّه بالمعرفة الأساسية وتزرع فيه روح التحدي والطموح وتبرز فيه المهارات وتنمي المواهب. إنّ أكثر ما ينقش في ذاكرة الشخص خلال رحلته التعليمية هي المرحلة الابتدائية، حيث يكون الإنسان في هذه المرحلة مفعماً بالنشاط والحيوية ومقبلاً على المعرفة وهي أول بيئة يعيشها الطفل بعد بيئة المنزل فتصبح هي المغذي الأساسي لتفكيره.
لقد كان لي قبل فترة شرف اللقاء بأستاذي في المرحلة الابتدائية، الأستاذ خلف الله والذي كان معلمي الأساسي في تلك المرحلة، حيث كان لهذا الأستاذ الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى ومتابعة الأهل في تشجيعي على التحصيل العلمي وغرس حب المعرفة والاطلاع في شخصيتي، وأذكر من المواقف في دراستي مع الأستاذ ماهو محفور في ذاكرتي حتى اليوم، حيث كان حافزا أساسيا للتميز والإبداع، وكان تشجيعه لنا في الفصل هو الدافع هو الذي ألهمني في كثير من الأوقات لإكمال دراستي واتمام تحصيلي العلمي والدراسي.
إن الدور الذي يلعبه المعلمون في تحفيز تلاميذهم وتغذيتهم بالعلم والمعرفة وغرس الثقة في نفوسهم له عظيم الأثر في نفس الطلبة سواء كان ذلك في المدرسة أو الجامعة، هذه المواقف التي يعيشها الطلبة في مختلف المراحل التعليمية مع الأساتذة قد تكون مفصلا أو نقطة تحول في حياة الطالب أو الطالبة وتنعكس على حياة المتعلم ويكون لها عظيم الأثر في حياته.
عظم الله قدر المعلم والمتعلمين وجعلهم في أعلى الدرجات فقال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ جعلنا الله وإياكم من المتعلمين الذين يقدرون علماءهم وبارك الله في معلمينا وأساتذتنا وجزاهم الله عنا كل خير.